الإطراءات الغریبة من جلال الدین الرومي لمعاوية (الإدعاء بعصمة معاوية، وكونه أمير المؤمنين وخال المؤمنين)
الرومي وإلقاء العصمة لمعاوية
يُظهر الرومي، صاحب “المثنوي”، ولاءه الخاص لمعاوية بن أبي سفيان، الذي يُعدّ من أكثر الشخصيات سوءاً وسُمعةً في تاريخ الإسلام، من خلال اختلاق قصة لا يُعثر عليها في أي مصدر[1]. قد تبدو هذه الأبيات الشعرية، للوهلة الأولى، مُجرد قصة بسيطة، لكننا ندرك أن الشعر هو وسيلة لنقل المفاهيم تحت غلاف النظم والبلاغة. إن كل كلمة وعبارة مستخدمة في هذه الأشعار قد تحمل دلالة معنوية خاصة، وربما يتغير المعنى والمضمون الكلي بمجرد تبديل كلمة واحدة أو حذفها.
في قصته، وعبر سرد حكاية لقاء إبليس ومعاوية، ينسب الرومي بشكل غير مباشر وفي طيّ العبارات، مراتب عجيبة لمعاوية ويُلقي بها على مسامع المخاطبین. وهي مراتب وهمية لم يكن لمعاوية في الواقع أي نصيب منها؛ بل إن عكس کلامه تماماً هو الصحيح. يصيغ الرومي قصة مفادها أن معاوية، خال المؤمنين! كان نائماً في قصره، وبينما كانت أبواب القصر مُغلَقة على الجميع، أيقظه شخص ما. يتعجب معاوية ممن استطاع دخول القصر وغرفة نومه، فيقول: من أنت؟ وكيف تجرأت على دخول القصر؟ في هذه اللحظة، يُعرِّف الشيطان نفسه ويقول إنه هو الذي أيقظ معاوية. يسأله معاوية: لماذا أيقظتني؟ قُل لي الحقيقة؟
جاء في الخبر أن خال المؤمنين ### كان نائماً في القصر على سرير فاخر[2]…
في هذه الحكاية، يستخدم الرومي لقب “خال المؤمنين” و”الأمير” لمعاوية، مؤكدًا بذلك على صفة “أمير المؤمنين”، ويبتكر قصةً يواجه فيها إبليس معاوية محاولًا إغرائه وخداعه بوسائل متعددة[3]، لكنّه في النهاية لا ينجح في تضليله.
ويقول معاوية لإبليس: لقد قلت الحق ### ولكن نصيبك من ذلك قليل” [4]
وفي النهاية، يقول الرومي على لسان معاوية للشيطان: “الآن صدقت القول”، ثم يصف الشيطان بأنه “عنكبوت” يجب أن يصطاد الذباب، بينما يصف معاوية نفسه بـ “الصقر والعقاب الأبيض” الذي يصطاد المَلِك، متسائلاً كيف يمكن للعنكبوت أن يصطاد مثل هذا الصقر؟
قال (معاوية): الآن صدقتَ القول، إنك لصادق ### هذا ما يليق بك، وأنت أهلٌ له
أنت عنكبوت تصطاد الذباب ### أنا لستُ ذبابة أيها الكلب، فلا تُحضر لي المتاعب
أنا صقر أبيض أصطاد المَلِك ### كيف يمكن للعنكبوت أن يحوم حولنا[5]
يُبيّن الرومي في هذه الأشعار مكانة معاوية بطريقة توحي بأن الشيطان لم يكن لديه أي سبيل للتسلل إليه أو النفاذ منه. تماماً كما لا يمكن للعنكبوت أبداً أن يصطاد صقراً! إنه يرسم في ذهن المتلقي صورة لمعاوية يكون فيها الشيطان عاجزاً بأي شكل من الأشكال عن إغوائه وخداعه، وبالتالي يغرس عملياً فكرة عصمة معاوية في ذهن متلقيه. وهي صورة تتعارض تماماً مع حقيقة معاوية وواقعه.
إن هذه الأشعار وحدها، وبمعزل عن المحتويات الأخرى المخالفة التي كتبها الرومي، تسدّ الطريق أمام أي محاولة للتبرير أو التأويل لإثبات تشيّع الرومي والادعاء بممارسته التقيّة. لو كان ممن يمارس التقيّة، لكان بإمكانه بعقله الخلّاق أن يستبدل معاوية بأحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إذا كان شخص ما شيعياً حقاً ومتبعاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وكان في موقع أو ظروف تتطلب التقيّة، فإن أفعاله وأقواله تتشكل بما يتناسب مع جو التقيّة وبحدّ الضرورة فقط، وليس أن يتجاوز الحد فيرفع معاوية إلى مقام العصمة وإمارة المؤمنين، ويلبسه ثوب الكرامة، وكأنه “أشدّ حرصاً من الطبّاخ على الحساء”.
للمزيد اقرأ: مذهب الرومي، هل كان الرومي شيعياً أم سنياً؟
طعن كبار علماء أهل السنة في معاوية
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الرومي يقوم بهذا التمجيد الغريب والعجيب لمعاوية في الوقت الذي نجد فيه أن بعض كبار علماء أهل السنة، وحتى صاحب أحد الصحاح الستة (النسائي، صاحب كتاب “سنن النسائي”)، قد انتقدوا وطعنوا في معاوية بشدة، ونقلوا عنه العديد من الروايات والحكايات التي تتحدث عن فسقه وفجوره.
عمل سفك الدماء الذي قام به معاوية
روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال:«دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مُجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه؛ فحدّث الأحاديث… فقلت: أنشدك الله، أسمعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فأشار عبد الله بن عمرو بن العاص بيديه إلى أذنيه وقلبه، وقال: سمعتْه أذناي ووعاه قلبي.
[يقول عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة:] فقلت: إن ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا، وقد قال الله في كتابه: ﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].فسكت عبد الله بن عمرو بن العاص هنيئة، ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله»! [6]
هذه الرواية توضح الكثير من الحقائق عن معاوية؛ فهو يأمر بأكل الحرام وسفك الدماء، وحتى أولئك الذين قبلوا حكمه، سئموا منه، وكان رد ابن عمه، عبد الله بن عمرو بن العاص في النهاية،( إن أمرك معاوية بمعصية الله، فلا تطعه! ) بحد ذاته دليل قوي على أن معاوية كان يأمر بمعصية الله وسوف يستمر في ذلك.
نقطة أخرى هي أن عبد الله بن عمرو بن العاص لم يسعَ للدفاع المطلق عن معاوية، مما يدل على أنه كان يدرك تماماً حال معاوية وسلوكه.
يروي البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:«وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ».[7]
كما نقل مسلم في صحيحه أيضاً:«وَيْحَ ابن سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.» [8]
ولا يوجد خلاف على أن جناب عمار رِضوان الله عليه استُشهد في معركة صِفِّين على يد رجال معاوية.
«روى عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:«إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ.»[9]
وقد نقل هذه الرواية البلاذري، وحسّن برنامج “جوامع الكلم” سندها [10]
روى البلاذري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال:«كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي (أو: على غير الإسلام). [قال عبد الله بن عمرو بن العاص:] فكان أبي يتوضأ، فجعلتُ أتلفتُ (أنظر متخفياً) مثل الذي يمسك بوله، مخافة أن يجيء أبي. [قال:] فطلع معاوية، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هُوَ هَذَا.»[11]
حكم برنامج “جوامع الكلم” بتحسين سند هذه الروایة
کان معاویه یشرب الخمر و کان یتجر بها
يُعدّ معاوية بن أبي سفيان من الأشخاص الذين كانوا يشربون الخمر. فقد كتب أحمد بن حنبل، نقلاً عن عبد الله بن بريدة، ما يلي:« دخلتُ أنا وأبي بريدة يوماً على معاوية، فأكرمنا وأحضر طعاماً فتناولنا منه، ثم أتى بالشراب فشرب هو وعرض على أبي. فقال أبي: ما مسستُه بشفتيَّ منذ أن حرّمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم.»[12]
ويقول الهيثمي في “مجمع الزوائد” بعد نقله هذه الرواية:« رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (أي رجال صحيح البخاري ومسلم) [13]
لعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علی معاوية
نقل أهل السنة روايات تفيد لعن معاوية من قِبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسنشير هنا إلى مثال واحد يحتوی علی أسانيد صحيحة، مراعاةً للاختصار.
يقول عاصم الليثي: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، فرأيت الصحابة يقولون: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ. فقلت: ما الأمر؟ فقالوا: كان النبي صلى الله عليه وآله يخطب على المنبر فقام أبو سفيان ومعاوية وخرجا من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَقَدِّمَ وَالْمُتْبِعَ. وَيْلٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ مُعَاوِيَةَ ذِي الْأَلْيَتَيْنِ!.» [14]
(رَوَى شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْبَصْرِيُّ اَلْمُتَكَلِّمُ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اَللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْنَا مَسْجِدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلنَّاسُ يَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اَللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا مُعَاوِيَةُ قَامَ اَلسَّاعَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي سُفْيَانَ فَخَرَجَا فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَعَنَ اَللَّهُ اَلتَّابِعَ وَ اَلْمَتْبُوعَ رُبَّ يَوْمٍ لِأُمَّتِي مِنْ مُعَاوِيَةَ ذِي اَلْأَسْتَاهِ قَالُوا يَعْنِي كَبِيرَ اَلْعَجُزِ ).
اعتراف ابن تيمية والسلفيين بتزييف روايات فضائل معاوية
اعترف العديد من كبار علماء أهل السنّة، بل وحتى السلفيون وابن تيمية، بعدم وجود أي حديث صحيح يثبت فضائل معاوية.!
إن البخاري، الذي لم يجد في صحيحه حديثاً يذكر مناقب معاوية، اضطر إلى أن يفتح باباً سماه “باب ذكر معاوية” عندما تحدث عن مناقب الصحابة!
كتب ابن حجر العسقلاني، في شرحه لهذه العبارة من صحيح البخاري:« والذي يدلّ على عدم إيراد البخاري للفظة “منقبة” (لمعاوية) اعتمادا على كلام شيخه (ابن راهويه)… هذا دليل على أن الأحاديث التي وردت في خصوص معاوية، موضوعة. (لا أساس لها من الصحة)، وقد وردت في فضائل معاوية أحاديث كثيرة؛ ولكن ليس فيها طريق صحيح. وهذا رأي إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما أيضاً.»
وقد ذكر بدر الدين العيني، الشارح الآخر لصحيح البخاري، نفس الكلام:« وإذا قلت: إن في فضائل معاوية أحاديث كثيرة، أقول: نعم، ولكن ليس في تلك الأحاديث شيء صحيح الإسناد، وقد ذكر هذا أيضاً إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما، وليس بعبث أن البخاري أورد عبارة “باب ذكر معاوية” ولم يقل: فضيلة أو منقبة معاوية.»[15]
يكتب شيخ الإسلام الوهابي، ابن تيمية:« قد وضعَت طائفةٌ لأجل معاوية فضائل، وروَت أحاديثَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي كلها كذب.».[16]
قتل النسائي على يد أنصار معاوية
وصلت انتقادات بعض علماء أهل السنة معاویة إلى حدّ أنهم نالوا “عناية” أنصار معاوية! (دفع انصار معاویة إلی التدخل بالقوة). فقد قُتل أحمد بن شعيب النسائي، صاحب أحد الصحاح الستة، على يد رجال معاوية لأنه رفض تأليف رسالة في الدفاع عن معاوية!
ذهب النسائي في آخر عمره من مصر إلى دمشق؛ فسُئل هناك عن معاوية وعن فضائله، فقال: «أما كفاكم أن تُسوّوه بعلي، بل تريدون أن تفضلوه عليه؟ » فضربوه حتى أخرجوه من المسجد، وحمل إلى الرملة أو مكة، وتوفي هناك بسبب شدة جراحه[17]
إن عداء معاوية لأمير المؤمنين عليه السلام واضح وجليّ. وقد سُجّل في التواريخ وثُبِتَ أمر معاویه بلعنه علیه السلام على جميع المنابر، واستمر ذلك لسنوات عديدة بعد وفاة معاوية. حقاً، مع كل هذه الأوصاف، لماذا يدعي البعض أن الرومي كان شيعياً؟ كيف يمكن لشخص أن يكون شيعياً موالياً لأمير المؤمنين عليه السلام، ثم يقوم بمثل هذا التمجيد لشخصية كانت عدواً لدوداً له، وسفّاكة للدماء وشاربة للخمور كمعاوية؟
[1] يكتب المرحوم شهيدي في شرحه على المثنوي: “مع كثرة التتبع، لم أجد هذه القصة التي نسبها الرومي إلى معاوية في أي مصدر.” (شرح المثنوي، سيد جعفر شهيدي، شرکة العلمی والثقافی للنشر،طهران،۱۳۷۳،ج3، ص508)
[2] النثر و شرح المثنوي (غولبنارلي)، عبد الباقي غولبنارلي، المحقّق: توفيق سبحاني، منظّمة الطباعة والنشر لوزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، 1371 هـ.ش، الطبعة الثانية، ج1، ص756
[3] أشعارُ الرومي في هذا المجال طويلةٌ جدّاً، وينقلُ كثيراً من التبريرات على لسان إبليس لخداعِ معاوية. لمطالعة جميع الأبيات يُرجى الرجوع إلى المصادر المذكورة
[4] المثنوي المعنوي، جلال الدين محمد البلخي (المولوي)، منظّمة الطباعة والنشر لوزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، 1373 هـ.ش، ص 258
[5] المثنوي المعنوي، جلال الدين محمد البلخي (المولوي)، منظّمة الطباعة والنشر لوزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، 1373 هـ.ش، ص 264
[6] صحيح مسلم، ج 3، ص 1472، ح 1844، عن عبد الرحمن بن عبد ربّ الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة والناس مجتمعون عليه، فأتيتُهم وجلستُ إليه، فقال… فقلتُ له: أُنشدك الله، أأنت سمعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلتُ له: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا، والله يقول: (يا أيّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، قال: فسكت ساعة، ثم قال: أطِعه في طاعة الله، واعصِه في معصية الله.
[7] صحيح البخاري، ج 1، ص 172، ح 436: «ويحَ عمّارٍ، تقتلُه الفئةُ الباغية، يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار
[8] صحيح مسلم، ج 4، ص 2235، ح 2915: «بؤسَ ابنَ سميّة، تقتلُك فئةٌ باغية.»
[9] وروى إبراهيم بن العلّاف البصري قال: سمعتُ سلاماً أبا المنذر يقول: قال عاصم بن بَهْدَلة: حدّثني زِرّ بن حُبيش عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم معاويةَ بن أبي سفيان يخطب على المنبر فاضربوا عُنُقَه
[10] أنساب الأشراف، ج 2، ص 122، حَكَمَ برنامجُ جوامع الكَلِم: إسنادٌ حسن
[11] أنساب الأشراف ج 2 ص 120 وحدثنی إسحاق وبکر بن الهیثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبیه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: کنت عند النبی صلى الله علیه وسلم فقال: یطلع علیکم من هذا الفج رجل یموت على غیر ملتی، قال: وکنت ترکت أبی قد وضع له وضوء، فکنت کحابس البول مخافة أن یجیء، قال: فطلع معاویة فقال النبی صلى الله علیه وسلم : هو هذا
[12] دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي ثُمَّ قَالَ مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مسند أحمد بن حنبل ج5 ص347 ش 22991 – سير أعلام النبلاء ج5 ص52 – تاريخ مدينة دمشق ج27 ص127
[13] رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح؛ مجمع الزوائد ج5 ص42
[14] شرح نهج البلاغة، ابن أبی الحدید، ج 4 ص 47 وروى شیخنا أبو عبد الله البصری المتکلم رحمه الله تعالى ، عن نصر بن عاصم اللیثی ، عن أبیه ، قال : أتیت مسجد رسول الله صلى الله علیه وآله ، والناس یقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ! فقلت : ما هذا ؟ قالوا : معاویة قام الساعة ، فأخذ بید أبی سفیان ، فخرجا من المسجد ، فقال رسول الله صلى الله علیه وآله : (لعن الله التابع والمتبوع ، رب یوم لأمتي من معاویة ذي الإستاه
[15] فتح الباری، ج 7، ص 104: فهذه النکتة فی عدول البخاری عن التصریح بلفظ منقبة اعتمادا على قول شیخه … فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاویة من الفضائل مما لا أصل له وقد ورد فی فضائل معاویة أحادیث کثیرة لکن لیس فیها ما یصح من طریق الإسناد وبذلک جزم إسحاق بن راهویه والنسائی وغیرهما والله اعلم؛ عمدة القاری، ج 16، ص 249: فإن قلت : قد ورد فی فضیلته أحادیث کثیرة . قلت : نعم ، ولکن لیس فیها حدیث یصح من طریق الإسناد نص علیه إسحاق بن راهویه والنسائی وغیرهما ، فلذلک قال : باب ذکر معاویة، ولم یقل : فضیلة ولا منقبة
[16] منهاج السنة النبویة ج 4 ص 400 وطائفة وضعوا لمعاویة فضائل ورووا أحادیث عن النبی صلى الله علیه وسلم فی ذلک کلها کذب. «
[17] إنّ النسائی خرج من مصر فی آخر عمره إلی دمشق، فسئل بها عن معاویة وما جاء فی فضائله! فقال: لا یرضی رأساً برأس حتی یفضل! فما زالوا یدفعون فی خصیتیه حتی أخرج من المسجد وحمل إلی الرملة أو مکة فتوفی بها«؛ المنتظم، ج 6، ص 131 و تذکرة الحفاظ، ذهبی، ج 2، ص 700 و سیر أعلام النبلاء، ذهبی، ج 14، ص 132 و تهذیب الکمال، مزی، ج 1، ص 132