ملاحظات قصيرة

ترويج الفلسفة في الحوزة و نصيحة الشهيد الثاني لطلبه

أعْظَمُ مِن هذا مِحْنَةً، و أكبرُ مصيبةً، و أوجَبُ على مرتكِبِه إثماً، ما يتداوَلُه كثير من المُتّسِمينَ بالعلمِ من أهلِ بلادِ العجم، و ما ناسَبَها من غيرهم في هذا الزمان؛ حيث يصرِفُون عمرَهُم و يَقْضون دهرَهُم على تحصيل علوم الحكمة، كعلمِ المنطقِ و الفلسفة و غيرهما، ممّا يَحْرُمُ لذاتِهِ أو لمنافاتِه للواجب، على وجهٍ لو صَرَفوا جزءاً منه على تحصيلِ العلمِ الديني الذي يَسألُهُمُ اللهُ تعالى عنه يومَ القيامةِ سؤالًا حثيثاً، و يُناقِشُهُم على التفريط فيه نِقاشاً عظيماً لحَصّلوا ما يجِبُ عليهم من علمِ الدين. ثمّ هم مع ذلك يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً، بل يَزْعُمونَ أنّ ما هم فيه أعظمُ فضيلةً و أتَمّ نفعاً. و ذلك عينُ الخِذلانِ من الله سبحانه و البُعدِ عنه. بل الانسلاخُ من الدين رأساً أنْ يُحْيِيَ من يَزْعُمُ أنّه مِن أتْباع سيّد المرسلين محمّدٍ و آله الطاهرين دينَ أرسطو و مَنْ شاكَلَه من الحكماء، و يُهْمِلَ الدينَ الذي دانَ اللهُ به أهلَ الأرضِ و السماء. نعوذ بالله من هذه الغَفلةِ و نَسألُه العفوَ و الرحمةَ.

منیع: رسائل الشهيد الثاني، ج ۱، ص ۵۵، تحقیق: رضا مختاری، مركز الأبحاث و الدراسات الإسلاميّة، قم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button