ابن عربی

دفاع ابن عربی من فرعون | یقول ابن عربی: مات فرعون طاهرا مطهرا

یقول ابن عربی فی فصوص الحکم:

«فَقَبَضَهُ طاهِراً مُطَهَّراً لَیسَ فیهِ شَیئٌ مِنَ الخُبثِ لِاَنَّهُ قَبَضَهُ عِندَ ایمانِهِ قَبلَ اَن یَکتَسِبَ شَیئاَ مِنَ الاثامِ.» [۱]

ويقول فی الفتوحات عن هذه الایه ( فَقالَ اَنَا رَبُّکُمُ الاَعلی ) یدعی ان هذه الایه من الله جرت علی لسان فرعون :

«یَقولُ اللهُ عَلی لِسانِ فرعون(اَنَارَبُّکُمُ الأَعلی )» [۲]

«و هذِهِ صِفَه الحَقِّ ظَهَرَت بِلِسانِ فِرعَونَ فَعَلِمَ ( العالِمُ ) اَنَّهُ ما قالَها نِیابَهً عَنِ الحَقَّ» [۳]

توضیح ذلک…

« وَ جاوَزنا بِبَنی اِسرائیلَ البَحرَ فَاَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنودُه بَغیاً وَ عَدواً حَتّی اِذا اَدرَکَهُ الغَرقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا اِلهَ اِلَّا الَّذی آمَنَت بِهِ بَنو إسرائیلَ وَ اَنَا مِنَ المُسلِمین * آلانَ وَ قَد عَصَیتَ قَبلُ وَ کُنتَ مِنَ المُفسِدین .» [۴]

لا شك أن فرعون هو أحد الأشرار والطغاة في التاريخ. إن قسوته على بني إسرائيل وقتل أبنائهم ومواجهة النبي موسى وهارون عليهم السلام بعد رؤية كل هذه المعجزات قد ورد ذكرها مرات عديدة في القرآن. استمر فرعون في قسوته وجريمته حتى نهاية حياته ، وكما تشير الآية الكريمة ، حتى بعد أن غادر الإسرائيليون مصر ، طاردهم بعيدًا ب الظلم والتعدي ، وأدى غضب الله إلى موته هو وجيشه

نعم ، فلما رأى فرعون أن موته مؤكد ، عبر عن إيمانه مثل بعض النفوس الظالمه ، وقال الله أيضًا:

الان و قد عصیت قبل و کنت من المفسدین

وواضح أن هذه التوبة لا قيمة لها ولا مقبوله قال الله تعالى في موضع آخر: «وَ لَیسَتِ التَّوبَهُ لِلَّذینَ یَعمَلُونَ السَّیِّئاتِ حَتّی اِذا حَضَرَ اَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إنّی تُبتُ الآن»[۵]

وقال أيضا: «فَلمّا رَأَوا بَأسَنا قالوا آمَنّا بِالله وَحدَهُ و کَفَرنا بِما کُنّا بِهِ مُشرکین. فَلَم یَکُ یَنفَعُهُم ایمانُهُم لمّا رَأَوا بأسَنا سُنَّتَ اللهَ التی قَد خَلَت فی عِبادِه وَ خَسِرَ هُنا لِکَ الکافرون.»[۶]

والمثير للدهشة أنه على الرغم من كثرة الآيات والروايات التي تنص صراحة على موت فرعون نتيجة غضب الله وعقابه ، وأنه سيعاقب بشدة في الآخرة ، فقد تولى “ابن عربي” منصب تبرئته هو ومجرم التاريخ العظيم هذا ، وقد سماه طاهرًا ونقيًا وقت الوفاة.

والمثير للدهشة أنه بالرغم من كثرة الآيات والروايات التي تذكر بوضوح وفاة فرعون نتيجة غضب الله وعقابه ، وأنه سيعاقب بشدة في الآخرة ، فقد جاء “ابن عربي” [7] موقف تبرئته هو ومجرم التاريخ العظيم هذا ، ووصفه بأنه نقي ونقي وقت الوفاة.

يقول هذا الصوفي الشهير في مكان آخرو اما قوله « وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سوءُ العَذاب. النّار یُعرَضُونَ عَلَیها غُدوّاً وَ عَشِیّاً وَ یَومَ تَقُومُ السّاعَهُ أدخلوا آل فرعون أَشَدَّ العَذاب » [۸] و اَمثالُهُ فَهُوَ مَخصوصٌ بَالالَ وَهُم کُفّار …[۹]

الف – « هَل اَتیکَ حَدیثُ موسی * … * إذهَب إلی فِرعَونَ اِنَّه طَغی * … * فَکَذَّبَ وَ عَصی *… * فَقالَ اَنَا رَبُّکُم الأعلی * فَأَخَذَهُ الله نَکالَ الآخِرهَ و الاولی * اِنَّ فی ذلِکَ لَعِبرَهً لِمَن یَخشی » [۱۰]

ب- « اَلَم تَرَ کَیفَ فَعَلَ رَبُّکَ بِعاد * … * وَ ثَمودَالَّذینَ جابُوا الصَّخرَ بِالوادِ* وَ فِرعَونَ ذی الاَوتادِ * اَلَّذینَ طَغَوا فِی البِلاد * فَأَکثروا فیهَا الفَساد * فَصَبَّ عَلیهِم رَبُّکَ سَوطَ عَذاب * اِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصاد » [۱۱]

ج – « وَ قالَ فِرعَونُ یا أیُّها المَلَأُ ما عَلِمتُ لَکُم مِن إِلهٍ غَیری … * وَ استَکبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فی الارضِ بِغَیرِ الحَقِّ وَ ظَنُّوا أَنَّهُم إلَینا لا یُرجَعُونَ * فَأَخَذناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذناهُم فِی الیَمِّ فَانظُر کَیفَ کانَ عاقِبهُ الظّالِمینَ » [۱۲]

د- ( فَعَصی فِرعَونَ الرَّسُولَ فَأَخَذناهُ أَخذاً وَ بیلاً) [۱۳]

كما ترون ، في الآيات “أ” و “ب” ورد صراحةً عن عقاب فرعون ومعاقبتهم ، في الآية “ج” عن عقاب فرعون وجيشه ، وفي الآية “د” عن عقاب فرعون القاسي. ومن الواضح أن موت فرعون كان بسبب عذاب إلهي.

ما قيل هو جزء من الآيات القرآنية [۱۴] التي تذكر بوضوح العقوبة الإلهية والعقاب على جرائم فرعون وفظائعه ، وأن موته كان بسبب العقوبة والعقاب الإلهي ، وبالطبع سينال عقوبة أشد. في الآخرة.

كيف يتجاهل ابن عربي هذه الآيات ويدعي أن الحديث عن العقاب والعقاب في الآخرة مرتبط بأسرة فرعون وليس بشخص فرعون ، وبذلك يمجد هذا الطاغية العنيد عدو الله والرسول والمؤمنين؟ [۱۵]

لكن الغريب أن ابن عربي أنكر إيمان والد أمير المؤمنين الحبيب حضرة أبو طالب (عليه السلام) وكفر كفره وسوء الخاتمة! لهذا الغرض ، اقرأ:

ابن عربي وإيمان حضرة أبو طالب عليه السلام

 

سهل بن عبد الله وتطهير فرعون

الهامش: سهل بن عبد الله تستري ، أحد شيوخ الصوفية ، يقول أيضًا عن فرعون:

إنه سر للنفس ، ولم نكشف هذا السر إلا على فرعون ، إذ قال: أنا ربك العلي.

 

[۱] – فصوص الحکم، مجلد ‏۱، ص ۲۰۱

[۲] – النازعات ،[‌۲۴.] [۳] – فتوحات مکیه ،‌مجلد ۶ ،‌ص ۳۵۹،‌ تحقیق عثمان ،‌یحیی

[۴] -یونس[۹۰-۹۱] [۵] – النساء [ ۱۸] .

[۶] مؤمن ، ۸۴ – ۸۵ ، برای اطلاع بیشتر از بیانات امام رضا علیه السلام در مورد علّت عدم قبول توبه فرعون رجوع شود به بحار ، مجلد ۱۳ ، ص ۱۳۰ – ۱۳۱

[۷] . رجوع شود به جملات ابن عربی در فصوص که در صفحه قبل بیان گردید .

[۸] – المؤمن[ ۴۵-۴۶].

[۹] – فصوص الحکم ،‌فص موسوی ،‌ص ۳۱۰ ،‌شرح کاشانی.

[۱۰] – النازعات [‌۱۵- ۱۷-۲۱-۲۴-۲۶].

[۱۱] – الفجر ۶،۹ – ۱۴ . و فی البحار ، مجلد ۸ ، ص ۲۹۶ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قَالَ الْفَلَقُ جُبٌّ فِی جَهَنَّمَ یَتَعَوَّذُ أَهْلُ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ یَأْذَنَ لَهُ أَنْ یَتَنَفَّسَ فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ قَالَ وَ فِی ذَلِکَ الْجُبِّ صُنْدُوقٌ مِنْ نَارٍ یَتَعَوَّذُ أَهْلُ تِلْکَ الْجُبِّ مِنْ حَرِّ ذَلِکَ الصُّنْدُوقِ وَ هُوَ التَّابُوتُ وَ فِی ذَلِکَ التَّابُوتِ سِتَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ سِتَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ فَأَمَّا السِّتَّةُ مِنَ الْأَوَّلِینَ فَابْنُ آدَمَ الَّذِی قَتَلَ أَخَاهُ وَ نُمْرُودُ إِبْرَاهِیمَ الَّذِی أَلْقَی إِبْرَاهِیمَ فِی النَّارِ وَ فِرْعَوْنُ مُوسَی وَ السَّامِرِیُّ الَّذِی اتَّخَذَ الْعِجْلَ وَ الَّذِی هَوَّدَ الْیَهُودَ وَ الَّذِی نَصَّرَ النَّصَارَی [۱] وَ أَمَّا السِّتَّةُ مِنَ الْآخِرِینَ فَهُوَ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِی وَ الثَّالِثُ وَ الرَّابِعُ وَ صَاحِبُ الْخَوَارِجِ وَ ابْنُ مُلْجَمٍ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قَالَ الَّذِی یُلْقَی فِی الْجُبِّ یَقِبُ فِیهِ

[۱۲] – القصص ،[‌۳۸-۴۰].

[۱۳] – المزّمّل ،‌۱۶.

[۱۴]-  آیات ۴۵-۴۸ مؤمنون و ۳۹-۴۰ عنکبوت .

[۱۵] – قال رسول الله صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فرمود: اَلمَرءُ مَعَ مَن اَحَبَّ ، کافی ، ج ۲ ، ص ۱۲۵ – ۱۲۶

[۱۶] – تفسیر سهل بن عبد الله التسترى‏،دار الکتب العلمیه، بیروت، ۱۴۲۳ ق، ص۶۹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button